الإمام أبو حامد الغزالي من أعمدة المذهب الأشعري وكبار منظريه، ولهذا كثيراً ما يذكره شيخ الإسلام في عداد منظريهم؛ كما يقول في"الاستقامة" (1/ 47 - 48) [1] :
(( فصل مُهِمّ عَظِيم الْقدر فِي هَذَا الْبَاب وَذَلِكَ أَن طوائف كَبِيرَة من أهل الْكَلَام من الْمُعْتَزلَة ... وَمن اتبعهم من الأشعرية كالقاضى أَبى بكر [هو الباقلاني] وأبى المعالى [هو الجويني] وأبى حَامِد [هو الغزالي] والرازي وَمن اتبعهم من الْفُقَهَاء يعظمون أَمر الْكَلَام الَّذِي يسمونه أصُول الدّين، فيجعلون مسَائِله قطعية، ويوهنون من أمر الفقه الذي هو معرفة أحكام الأفعال، حتى يجعلوه من باب الظنون لا العلوم ) )اهـ.
وهؤلاء الأربعة المذكورون هم أشهر رجالات المذهب الأشعري وأساطينه، وعلى تصانيفهم مع أبي الحسن الأشعري تقوم أصوله وقواعده، ومن ثم تطوره وتوسعه في أبواب الاعتقاد المختلفة.
والشيخ كذلك يعدُّ أبا حامد الغزالي ضمن أعلام الصفاتية الكلامية مع ابن كلاب وأتباعه، فيقول في"درء تعارض العقل والنقل" (1/ 324) :
(( ... قلت: هذا جواب جمهور الصفاتية الكلامية - كابن كلاب والأشعري وأصحابهما -، وبه يجيب القاضي أبو بكر وأبو المعالي والتميميون من أصحاب أحمد والقاضي أبو يعلى وابن
(1) تنبيه:
ما كان في أثناء النقول من توضيح بين معكوفتين [] فهو من العبد الفقير!