عقيل وابن الزاغوني وأمثالهم، وبه أجاب الغزالي في"تهافت الفلاسفة"، وزيَّفه عليه ابن رشد الحفيد، وبه أجاب الآمدي، وبه أجاب الرازي في بعض المواضع ... )) اهـ.
-مصطلح"الصفاتية": الصفاتية اسم لمجموع المتكلمين في الصفات الذين وقعوا في انحراف فيها بالتأويل والتفويض مع الإثبات، وإن كان قد يشمل عموم المثبتين للصفات!
وجمهور الصفاتية مصطلح على أهل التأويل لبعض الصفات من الكلابية وأتباعهم، ولهذا جاء في ثلاث نسخ من مخطوطة"الدرء"هكذا: (( ... جمهور الصفاتية الكلابية ) )؛ فهم من سار على طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في تأويل الصفات الاختيارية خصوصاً؛ كأبي الحسن الأشعري وأتباعه من الشافعية ومن تأثر بهم من الحنابلة ممن عددهم الشيخ.
بل نصَّ الشيخ في"الفتوى الحموية الكبرى"ص (4) على أن تأويلاته مع غيره من الأشاعرة هي عين تأويلات بشر المريسي المعتزلي.
وأبو حامد في الأصل أشعري، أخذ المذهب الأشعري عن شيخ المذهب في زمانه أبي المعالي الجويني، لكن زاد عليه بإدخاله الفلسفة فيه، ونقله من مواجهة المذهب الأشعري للمعتزلة إلى مواجهة الفلاسفة ثم نقله بعد ذلك وأدخله إلى التصوف.
قال شيخ الإسلام في"الدرء" (5/ 249) : (( ... وأبو حامد تارة يثبت الصفات العقلية متابعة للأشعري وأصحابه، وتارة ينفيها أو يردها إلى العلم موافقة للمتفلسفة، وتارة يقف، وهو آخر أحواله، ثم يعتصم بالسنة، ويشتغل بالحديث، وعلى ذلك مات ) )اهـ.
والصفات العقلية عند الأشاعرة هي الصفات التي تثبت بطريق العقل؛ حيث أثبتها العقل عندهم، كالصفات السبع المشهورة عندهم، وهي صفات: السمع والبصر والإرادة والعلم والحياة والكلام والقدرة.
والصفات التي لا يثبتها العقل الصريح - بزعمهم - ينفونها؛ كالاستواء والنزول.
والمقصود من هذا النقل بيان أصل مذهبه الذي عليه نشأ.
أما مراحله وأطواره، فسيأتي الكلام عليها عند الكلام على المراحل التي مرَّ بها أبو حامد الغزالي.
وشيخ الإسلام رحمه الله يصفه بأنه من أئمة الجهمية النفاة، أي: جهمية الأشاعرة، وربما وصفه بأنه من فروع الجهمية - من فروع الجهمية المحضة المعطلين للأسماء والصفات [1] .
(1) أصناف الجهمية في كلام شيخ الإسلام ثلاثة:
1 -... الجهمية المحضة وهم الجهم بن صفوان وأتباعه, وهم المرجئة المحضة.
2 -... جهمية المعتزلة- نفاة الصفات فقط.
3 -... جهمية الأشاعرة والمتكلمين, نفاة بعض الصفات.