الصفحة 24 من 50

قال شيخ الإسلام في"العقل والنقل" (7/ 29 - 31) : (( ومعلوم أن أئمة الجهمية النفاة والمعتزلة وأمثالهم، من أبعد الناس عن العلم بمعاني القرآن والأخبار وأقوال السلف، وتجد أئمتهم من أبعد الناس عن الاستدلال بالكتاب والسنة، وإنما عمدتهم في الشرعيات على ما يظنونه إجماعاً، مع كثرة خطئهم فيما يظنونه إجماعاً، وليس بإجماع، وعمدتهم في أصول الدين على ما يظنونه عقليات، وهي جهليات، لاسيما مثل الرازي وأمثاله، الذين يمنعون أن يستدل في هذه المسائل بالكتاب والسنة، واعتبر ذلك بما تجده في كتب أئمة النفاة، مثل أبي الحسين البصري وأمثاله، ومثل أبي حامد، والرازي، وأمثالهما ... ) )

إلى قوله: (( وكذلك الغزالي والرازي وأمثالهما من فروع الجهمية هم من أقل الناس علماً بالأحاديث النبوية وأقوال السلف في أصول الدين ومعاني القرآن، وفيما بلغوه من الحديث، حتى إن كثيراً منهم لا يظن أن السلف تكلموا في هذه الأبواب ) )اهـ.

-هذا وأبو حامد الغزالي هو أول من أدخل منطق الفلاسفة في أصول المسلمين وخلطه بها، ولهذا تكلم عليه علماء المسلمين، نصَّ عليه شيخ الإسلام في"نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان"، في"المجموع" (9/ 231) .

والذي دخل على أبي حامد أيضاً مما تطرق بعد ذلك إلى عقيدته ومنهجه خلطه أقولة الفلاسفة ومناهجهم وحدودهم بالأحاديث والمعاني الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة، حتى قال فيه شيخ الإسلام مشبهاً له، كما في"الدرء" (1/ 131 - 132) :

(( ... حتى إن موسى بن ميمون [1] صاحب"دلالة الحائرين"، وهو في يهود كأبي حامد الغزالي في المسلمين، يمزج الأقوال النبوية بالأقوال الفلسفية، ويتأولها عليها ... ) ).

(1) أبو إسحاق, موسى بن ميمون, طبيب, فيلسوف, يهودي أسلم وحفظ القرآن ثم رجع إلى يهوديته, ولد سنة (529) , وتوفي (601 ه) , وكتابه"دلالة الحائرين"بالعربية في ثلاثة أجزاء, وهو مطبوع, وحروفه بالعبرية, وهو كتاب فلسفته."الأعلام" (7/ 329 - 330) , وانظر أيضاً:"الدرء" (7/ 94) . وهو فيلسوف اليهودية, وربما دخل معه من ذلك إلى الإسلام.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام