حَقٍّ مُعَيَّنٍ إلَّا بِبَصِيرَةِ، لَا سِيَّمَا مَعَ كَثْرَةِ الْإِحْسَانِ وَالْعِلْمِ الصَّحِيحِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالْقَصْدِ الْحَسَنِ.
وَهُوَ يَمِيلُ إلَى الْفَلْسَفَةِ، لَكِنَّهُ أَظْهَرَهَا فِي قَالَبِ التَّصَوُّفِ وَالْعِبَارَاتِ الْإِسْلَامِيَّةِ.
وَلِهَذَا فَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى أَخَصُّ أَصْحَابِهِ أَبُو بَكْرٍ بْنُ الْعَرَبِيِّ، فَإِنَّهُ قَالَ:"شَيْخُنَا أَبُو حَامِدٍ دَخَلَ فِي بَطْنِ الْفَلَاسِفَةِ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُمْ، فَمَا قَدَرَ".
وَقَدْ حُكِيَ عَنْهُ مِنْ الْقَوْلِ بِمَذَاهِبِ الْبَاطِنِيَّةِ مَا يُوجِب تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كُتُبِهِ )) .
وما هذا التطويل إلا للقصد الذي أشرت إليه، ولأنه ينبئ عن منهج الشيخ ابن تيمية مع أمثال أبي حامد! رحمهم الله.
-وسأحيل إلى نقد شيخ الإسلام لبقية الكتب مصدراً لها باسم كتاب أبي حامد كالآتي:
1 -كتاب"مشكاة الأنوار": في"العقل والنقل" (10/ 282) أنه موضوع على قواعد المتفلسفة، وفي (10/ 270) فيه، وقبلها ص (205) ، و"جامع الرسائل" (1/ 163) ، و"منهاج السنة" (2/ 389، 8/ 21) ، و"المجموع" (13/ 238) .
2 -كتاب"جواهر القرآن": توسَّع في تحليله ومناقشة بعض ما فيه، في"بغية المرتاد"، وما في من نوع كلام القرامطة، وانظر مثلاً في ص (276 و 313 - 394) وغيرها، و"العقل والنقل" (6/ 223) ، و"جامع الرسائل" (1/ 163 - 164) .
3 -"إلجام العوام عن علم الكلام"، و"التفرقة بين الإيمان والزندقة":"في العقل والنقل" (10/ 270) ، وفيه (6/ 225) ، والأول في ذمِّ التأويل مما ألفه آخر عمره. وانظر"المجموع" (17/ 357، 4/ 72) .
4 -كتابي"معيار العالم"و"محك النظر": في المنطق الفلسفي اليوناني في"مجموع الفتاوى" (9/ 184 - 185) ، و"الرد على المنطقيين"ص (15 و 19) . وكذا كتاب"القسطاس المستقيم"في (9/ 184 - 185) ، وانظرها في"الرد على المنطقيين" (194 - 195) ، وص (15) ، وذكر فيه أنه لم يتعلمه من الأنبياء - أي: المنطق - وإنما تعلمه من ابن سينا، وهو تعلمه من أرسطو.
5 -كتاب"المستصفى"في أصول الفقه: وفيه أدخل أبو حامد المنطق اليوناني الأرسطي في مقدمته، وهو أول من أدخله في أصول الفقه، وتبعه من تابعه بعد ذلك، حتى زعم