فهرس الكتاب
الصفحة 259 من 401

بمعنى أن هذا الذي يستفيد منه الإنسان في الدعاء، أما أطل عمري، نقول: لا هذا ليس فيه ممدحةً من حيث الأصل إلا ما رتب على الأسباب كصلة الرحم ونحو ذلك، حينئذٍ علم الله عز وجل بأنه سيصل رحمه والثواب المترتب على صلة الرحم منه أنه يطيل في العمر، حينئذٍ علم الخالق جل وعلا قبل خلقه قبل أن يقدر له الأجل أنه سيصل رحمه حينئذٍ رتب عليه الأجل، إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على أن الميت مات بعد استيفاء أجله واستكمال رزقه، سواءٌ مات حتف أنفه أو مات بالقتل، إذا قتل حينئذٍ لا نقول بأنه قد قطعت عليه الحياة، وأنه قد استعجل عليه قبل أوانه، نقول: هذا كله مخالف لإجماع أهل السنة والجماعة لأن من مات حتف أنفه، أو مات بالقتل إنما مات لانتهاء أجله واستكمال رزقه، ولو كان طفلاً صغيرًا.

ثم قال المصنف رحمه الله تعالى: (هدي من يشاء بحكمته كما أنه يضل من يشاء بعدله) . كما نص عليه في الآية الأخيرة ( {فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ} [الأنعام: 125] ) ، أي: إرادة كونية، {أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً} )، فالذي يهدي هو الله عز وجل، والذي يضل هو الله عز وجل، {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [البروج: 16] ، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23] ، ثم نأتي على ذكر المراتب الأربعة كما ذكرنا، نكمله بعد الصلاة بإذن الله، والله أعلم.

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام