تحريف لفظي يعني: تبديل اللفظ بلفظ آخر أو تغييره إما بحذف، أو بزيادة، أو تغيير حركة إعرابية، لأن الحركة الإعرابية قد تغير المعنى تحرفه، حينئذٍ يكون ماذا؟ يكون من قبيل التحريف اللفظي {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] عرَّفها بعض الزنادقة وكلم اللهَ بدل الحركة من الرفع الضمة إلى النصب ليكون الله عز وجل مُكَلَّمًا لا مُكَلِّمًا، وهذا تحريف للفظ، لكن سبب التحريف هنا غير حركة بحركة، حركة إعرابية بحركة إعرابية، {وَكَلَّمَ اللَّهُ} ، {اللَّهُ} [لفظ الجلالة] بالرفع على أنه فاعل، من الذي ابتدأ الكلام اتصف بالكلام؟ الله عز وجل، إذًا الله مُكَلِّم وموسى مُكَلَّم كَلِيم، وإذا أبدلت أو غيرت وحرفت الضمة فتحة حينئذٍ وكلم اللهَ موسى صار موسى هو الْمُكَلِّم والله تعالى هو الْمُكَلَّم ولزم منه أن الله تعالى لم يتصف بصفة الكلام، وهذا الذي أراده ذلك المحرف، هنا تغيير باللفظ، ولكن التغيير من جهة حركة إعرابية، وهذا قد وقع في هذه الأمة كما أنه وقع في السابق كما سيأتي الله عز وجل أمر أهل الكتاب أن يدخلوا بيت المقدس خاضعين ذليلين ويقولون: حطة. قالوا: حنطة. {حِطَّةٌ} زادوا نونًا بين الحاء والطاء كما سيأتي، هذا يسمى تحريفًا لفظيًّا بزيادة، أو نقصان، أو تغيير حركة إعرابية.