مِثْلَ ذَلِكَ - قَالَ - ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِى عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ ذَلِكَ. ( أخرجه أبو داود) [1] .
4.الإيمانُ بالقدَر يقضي على كثيرٍ من الأمراض التي تعصفُ بالمجتمعات، وتزرعُ الأحقادَ بين المؤمنين،وذلك مثلُ رذيلةِ الحسَدِ،فالمؤمنُ لا يحسدُ الناس على ما آتاهم اللهُ من فضله ؛ لأنه هو الذي رزقَهم وقدَّر لهم ذلك،وهو يعلم أنه حين يحسدُ غيره إنما يعترضُ على المقدورِ،قال تعالى عن اليهود: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا} (54) سورة النساء.
وهكذا فالمؤمنُ يسعى لعملِ الخير،ويحبُّ للناس ما يحبُّ لنفسه،فإنْ وصلَ إلى ما يصبو إليه حمِدَ الله وشكرَهُ على نِعَمِهِ،وإنْ لم يصلْ إلى شيءٍ من ذلك صبرَ ولم يجزعْ،ولم يحقِدْ على غيرهِ ممنْ نالَ من الفضلِ ما لم ينلْهُ ؛ لأن اللهَ هو الذي يقسِم الأرزاق َ بين العبادِ قال تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (32) سورة الزخرف.
5.والإيمانُ بالقدر يبعث في القلوب الشجاعةَ على مواجهة الشدائد،ويقوي فيها العزائمَ فتثبت في ساحات الجهادِ ولا تخافُ الموتَ،لأنها توقنُ أن الآجالَ محدودة ٌلا تتقدم ولا تتأخر لحظة واحدة . قال تعالى: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ 34} الأعراف،وقال تعالى ردا على المنافقين: { وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17) } ْ [الأحزاب/15-17]
(1) - برقم ( 4701 ) وهو صحيح = السماط: الجماعة من الناس