فهرس الكتاب
الصفحة 59 من 342

الشاهد قوله:"اللهم آت نفسي تقواها وزكاها .. ، فالفاعل هو الله ـ تعالى ـ فهو الذي يطلب منه ذلك، ولفظ"خير"ليس للتفضيل، بل لا مزكي للنفس إلا الله، ولهذا قال بعد ذلك أنت وليها ومولاها [1] ، فهو سبحانه الملهم للنفس الخير والشر."

قال تعالى:"فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" (الشمس، آية: 8) .

قال سعيد بن حبير في تفسير هذه الآية"فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"أي: فالخلق لله والإنسان قادر على سلوك أيهما شاء ومخير فيه، وقال ابن زيد في معنى الآية: جعل ذلك فيها بتوفيقه إياها للتقوى، وخذلانه إياها بالفجور [2] .

2 ـ وعن البراء بن عازم ـ رضي الله عنه ـ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينقل معنا التراب وهو يقول:

والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا صمنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بَغَوْا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا [3]

وفي رواية أخرى للبخاري: ولا تصدقنا ولا صلينا [4] ، بدل: ولا صمنا ولا صلينا، وبهذه الرواية يستقيم الوزن، قال ابن حجر: وهو المحفوظ [5] . ودليل هذه المرتبة قوله: لولا الله ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا، فإنها دليل على أن الله هو خالق العباد وأفعالهم ومنها: الهداية، والصدقة، والصلاة [6] .

3 ـ وعن ورّاد مولى المغيرة بن شعبة قال: كتب معاوية إلى المغيرة: أكتب إليّ ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة، فأملى عليّ المغيرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد [7] .

(1) شرح النووي على مسلم (17/ 41) .

(2) زاد المسير، ابن الجوزي (9/ 140) .

(3) فتح الباري (11/ 516) .

(4) المصدر نفسه (7/ 399) .

(5) المصدر نفسه (11/ 516) .

(6) القضاء والقدر، عبد الرحمن المحمود صـ 83.

(7) فتح الباري (2/ 325) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام