وقد أمر الله عز وجل بالحذر منه، واستفراغ الجهد في معاداته وبين أنه عدو لدود وظاهر لبني الإنسان [1] .
ـ قال سبحانه وتعالى:"إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (فاطر، آية: 6) .
ـ وقال تعالى:"إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا"
وقد جاء القرآن الكريم كاشفاً مداخل الشيطان وخططه في إضلال بني آدم في غير ما آية ومجمل هذه الخطط والمداخل ما يلي:
أ ـ الأمر بالسوء والفحشاء والقول على الله بغير علم:
قال تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة، آية: 168 ـ 169) .
والسوء: الأثم، وقيل معاصي الله، فإنما سماها الله سوءاً لأنها تسوء صاحبها بسوء عاقبتها له عند الله، وأما الفحشاء فهي كل مستفحشة ذكره وقبح مسموعه، وقيل الزنا [2] .
ب ـ تزيين الأعمال الباطلة والمحرمة:
ـ قال تعالى:"فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" (الأنعام، آية: 43) من الشرك والمعاندة والمعاصي.
وبين الشيطان أنه يزين لبني آدم أعمالهم ليغويهم، قال تعالى حاكياً قوله:"قَالَرَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ" (الحجر، آية: 39) .
(1) روح المعاني للألوسي (15/ 94) .
(2) تفسير الطبري (2/ 772) ، السنن الإلهية (1/ 122) .