وبالجملة إن جراغ علي بعد أن اعتقد بإيجاد أساس متحرك جديد للتشريع الإسلامي تناول كثيرًا من القضايا الفقهية وتكلم فيها ولم يتطرق إلى المسائل العقدية إلا قليلًا، وكانت معظم كتاباته ردًا على المستشرقين الغربيين أمثال: ميور (Muir) ، واسمث (Smith) ، وجورج سيل (George Sale) (1) واشبرنجر (Sprenger) (2) فأبطل أدلتهم ونقدهم نقدًا شديدًا إلا أنه انجرح بأسلحته التي وجهها إلى المستشرقين، وتأثر بهم وسلك مناهجهم واتبع أفكارهم (3) .
(1) سيل (George Sale) 1697 - 1736: مستشرق إنجليزي اشتهر بترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية. ولد في لندن وكان أبوه صموئيل سيل تاجرا في لندن، دخل سيل طالبا في معهد"المعهد الداخلي" (1720) ، وإلى جانب إتقانه للغة العربية كان سيل يتقن اللغة العبرية، وقد اقتنى سيل مجموعة جيدة من المخطوطات العربية والتركية والفارسية. وقد قدم بين يدي ترجمته بمقال تمهيدي تحدث فيه عن القرآن وتاريخ العرب قبل الإسلام وديانتهم، وقدم لمحة عامة عن أهم الفرق الإسلامية. (انظر موسوعة المستشرقين للبدوي دار العلم للملايين بيروت ط/3 - 1993 م ص: 358) .
(2) اشبرنجر (Aloys Spenger) 1813 - 1893: مستشرق نمساوي الأصل ثم تجنس بالجنسية الإنجليزية درس الطب واللغات الشرقية في جامعة فييّنا سنة 1832 م، وحصل على درجة الماجستير في اللاهوت من جامعة ليدن بهولندا (1841) ، وسكن الهند (1843 - 1857) ، عين في القسم الطبي لشركة الهند الشرقية في كلكتا، وعين عميدا للكلية الإسلامية في دلهي (1844) ، وأصدر خلال هذه السنوات عدة كتب منها تحقيق كتاب"اصطلاحات الصوفية"لعبد الرزاق الكاشاني طبع في كلكتا (1844) ، وكتاب"حياة محمد" (Life of mohammad from orignal sorces) طبع منه القسم الأول في مدينة إله آباد (1851) (انظر موسوعة المستشرقين للبدوي ص: 28) .
(3) قد تناول أقوال هؤلاء المستشرقين بالرد والنقد في كتابه أعظم الكلام في ارتقاء الإسلام في مختلف الصفحات ينظر على سبيل المثال: 1/ 39، 45، 71، 75 - 2/ 13، 64، 70 - 71، 73، 74.