فهرس الكتاب
الصفحة 114 من 713

سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (1) ، وإنما جاء القرآن لدعوتهم إلى توحيد الألوهية، وجعل توحيد الربوبية المقرر عندهم دليلا على توحيد الألوهية (2) .

8 -إخراج العمل عن مسمى الإيمان والقول بعدم زيادته ونقصانه:

قد خالفت الماتريدية والأشعرية منهج السلف في باب الإيمان في عدة أمور، ومالوا فيها إلى مذاهب المرجئة، ومن أهمها: قولهم بأن الإيمان هو التصديق أو المعرفة فقط، وأنه لا يزيد بالطاعات ولا ينقص بالمعاصي، وأن العبادات لا تدخل في مسمى الإيمان. (3)

قال البزدوي رحمه الله وهو يدافع عن مذهبه في باب الإيمان:"أصحاب الحديث يجعلون العبادات من الإيمان، فيتصور الزيادة والنقصان عندهم، ونحن لا نجعل إلا تبعا، وبفوات التبع لا ينتقص ذات الشيء كفوات القرن من الشاة والثور والظبي، إنما ينتقص بفوت بعضه وهم أخطأوا فيما قالوا، فإنهم وافقونا إنها منه تبعا حتى صح الإيمان بدونها، وبفوات التبع لا ينتقص الشيء بل يزداد"

(1) سورة لقمان: 25.

(2) ينظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العزص: 28، 42.

(3) ينظر كتاب التوحيد للماتريدي ص: 332، 373 - 377، والبداية من الكافية للصابوني ص: 152 - 155، وشرح العقائد النسفية للتفتازاني ص: 106 - 1108، 119، 123 - 128، وأصول الدين للبزدوي ص: 153، شرح المقاصد للتفتازاني 5/ 176، وشرح الفقه الأكبر منسوب للماتريدي، دائرة المعارف الإسلامية الهند، ط/3، 1400 هـ - 1980 م ص: 208 - 212، والتمهيد لقواعد التوحيد لأبي المعين النسفي دار الكتب المصرية برقم 866/ 1 كلام، ص: 26/ ب، والعمدة لحافظ النسفي (عمدة الاعتقاد مخطوط دار الكتب المصرية برقم 711/ 169/00: توحيد) ص: 17/أ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام