وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:"إنه لا يفلح صاحب كلام أبدًا ولا تكاد ترى أحدًا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل" (1) .
وقال رحمه الله تعالى أيضًا:"لا يفلح صاحب كلام أبدًا علماء الكلام زنادقة" (2) .
فهذه بعض أقوال أئمة الإسلام، الذين شهد لهم بالفضل والعلم في علم الكلام، وهم أدرى به من غيرهم لأنهم اطلعوا على حقيقته، وعلموا نتيجته، وعاصروا أصحابه وعرفوهم عن قرب، بل أن السلف لم يكتفوا بالتحذير من علم الكلام وأصحابه بالقول. بل ألفوا فيهم مؤلفات تبين ما هم عليه من الضلال، وتحذرهم منه، وممن ألف في ذلك الخطابي (3) ألف كتاب الغنية عن الكلام وأهله، وأبو إسماعيل الهروي (4) ألف كتابه المشهور بذم الكلام (5) .
(1) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (ص 365) .
(2) تلبيس إبليس لابن الجوزي (ص 83) .
(3) أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي الإمام الحافظ اللغوي الفقيه المحدث، له تصانيف مفيدة منها: معالم السنن، وغريب الحديث، توفي سنة 388 هـ.
سير أعلام النبلاء (17/ 23) وشذرات الذهب (3/ 127) .
(4) شيخ الإسلام الإمام الحافظ أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي بن محمد الأنصاري الهروي، كان مظهرًا للسنة داعيًا إليها صنف ذم الكلام والأربعين في دلائل التوحيد وغيرها من الكتب المفيدة النافعة، توفي رحمه الله تعالى سنة 481 هـ.
طبقات الحنابلة (2/ 247) وسير أعلام النبلاء (18/ 503) والبداية والنهاية (12/ 145) .
(5) توجد له نسخة في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية، وقد قام أخونا عبد الرحمن الشبل بتحقيق جزء منه في مرحلة الماجستير، ويقوم الآن بتحقيق الجزء الآخر في مرحلة الدكتوراه.