تكلم ابن رجب رحمه الله تعالى عن هذه المسألة في كتاب أهوال القبور وعقد لذلك بابًا قال فيه: الباب التاسع في ذكر محل أرواح الموتى في البرزخ.
ثم بيّن أن الأرواح تتفاوت وقسّمها إلى الأقسام التالية:
1 -أرواح الأنبياء قال فيها: أما الأنبياء عليهم السلام فليس فيهم شك أن أرواحهم عند الله في أعلى عليين.
وقد ثبت في الصحيح أن آخر كلمة تكلم بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند موته:"اللهم الرفيق الأعلى" (1) وكررها حتى قبض.
2 -أرواح الشهداء قال فيها: وأما الشهداء فأكثر العلماء على أنهم في الجنة وقد تكاثرت بذلك الأحاديث ففي صحيح مسلم عن مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) } (2) . قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال:"أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع"
(1) أخرجه البخاري: كتاب الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه (7/ 192) .
(2) سورة آل عمران آية (169) .