فهرس الكتاب
الصفحة 455 من 789

الغلو في اللغة هو مجاوزة الحد والمبالغة في الشيء، يقول الراغب الأصبهاني: الغلو تجاوز الحد، يقال ذلك إذا كان في السعر غلاء، وإذا كان في القدر والمنزلة غلو (1) .

وفي الشرع هو الإفراط في التعظيم بالقول والعمل والاعتقاد ومجاوزة الحد المشروع في ذلك كالغلو في الأنبياء والأولياء والصالحين من حيث اعتقاد أن لهم تصرفًا في الكون، أو تعظيمهم بالألفاظ والأفعال ورفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله إياها (2) .

والغلو منهى عنه، وقد ذمه الله سبحانه وتعالى وحرمه وتوعد الغالين ونهاهم عنه فقال تعالى في كتابه العظيم: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} (3) وقال تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) } (4) .

(1) المفردات في غريب القرآن (ص 364) .

(2) انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 382) اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (1/ 76) تيسير العزيز الحميد (ص 265) .

(3) سورة النساء آية (171) .

(4) سورة المائدة آية (77) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام