قال ابن الأثير: تكرر ذكر الشفاعة في الحديث فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة، وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم بينهم، يقال:"شفع يشفع شفاعة فهو شافع وشفيع، والمشفِّع الذي يقبل الشفاعة، والمشفَّع الذي تقبل شفاعته" (1) .
وقال الراغب الأصفهاني:"الشفاعة الانضمام إلى آخر ناصرًا له وسائلًا عنه، وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى حرمة ومرتبة إلى من هو أدنى ..." (2) .
وقال الحافظ ابن حجر: الاستشفاع طلب الشفاعة وهي انضمام الأدنى إلى الأعلى ليستعين به على ما يرومه (3) .
فالشفاعة هي طلب وسؤال الخير للغير.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يؤمنون بكل ما جاءهم عن الله عز وجل وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعة، ويثبتون جميع الشفاعات التي وردت الأدلة في الكتاب والسنة بإثباتها كشفاعته - صلى الله عليه وسلم - لأهل الموقف وأهل الكبائر من أمته وغير ذلك من أنواع شفاعاته - صلى الله عليه وسلم - التي ستأتي،
(1) النهاية لابن الأثير (2/ 458) .
(2) المفردات في غريب القرآن (ص 263) .
(3) فتح الباري لابن حجر (11/ 433) .