فهرس الكتاب
الصفحة 151 من 789

المبحث الثاني تعريف توحيد الربوبية شرعًا

يقصد بتوحيد الربوبية الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى وحده هو رب كل شيء ومليكه، وهو الخالق الرزاق المحيي المميت الضار النافع المعطي المانع المتصرف في هذا الكون بمشيئته المطلقة، وليس له شريك في شيء من تلك الخصائص والصفات.

وربوبية الله على خلقه تعني تفرده سبحانه في خلقهم وملكهم، وتدبير شؤونهم، فلا شريك له في الخلق، ولا شريك له في تصريف الأمور ولا يتم شيء في هذا الوجود صغير أو كبير إلا بإذنه تعالى وبمشيئته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ... فتوحيد الربوبية أنه لا خالق إلا الله فلا يستقل شيء سواه بإحداث أمر من الأمور بل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن (1) .

وقد تكلم ابن رجب رحمه الله تعالى عن هذا المعنى فقال في معرض شرحه لحديث (2) وصية ابن عباس: ... ثم ذكر بعد هذا كله

(1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (10/ 331) .

(2) أخرجه أحمد (1/ 293) وقال أحمد: إسناده صحيح، حديث رقم (2669) وأخرجه الترمذي: كتاب صفة القيامة (4/ 667) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وانظر طرق هذا الحديث والكلام عليها في مقدمة كتاب نور الاقتباس تحقيق محمد العجمي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام