إلى العادة لا بالنسبة إلى الخلقة، وقيل: إنما خصّت بالذكر لطول ملازمتها.
وقال المازري (1) : مجمل هذه الرواية: إن يكن الشؤم حقًا فهذه الثلاثة أحقّ به، بمعنى أن النفوس يقع فيها التشاؤم بهذه أكثر مما يقع بغيرها (2) .
وقال صاحب فيض القدير: وخصّ الثلاثة بالذكر لكونها أعمّ الأشياء التي يتداولها الناس (3) .
5 -النهي عن البناء على القبور واتخاذها مساجد
لقد حذّر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمّته عن اتّخاذ القبور مساجد ونهاهم عن ذلك نهيًا شديدًا، والأحاديث التي تدلّ على النهي عن ذلك كثيرة:
منها حديث جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس وهو يقول:"... ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتّخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتّخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك" (4) .
(1) محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري المالكي، الشيخ الإمام، كان بصيرًا بعلم الحديث، قال عنه القاضي عياض:"لم يكن في عصره للمالكية في أقطار الأرض أفقه منه بمذهبهم". توفي سنة 536 هـ.
وفيات الأعيان (4/ 385) ، وسير أعلام النبلاء (20/ 104) ، وشذرات الذهب (4/ 114) .
(2) فتح الباري لابن حجر (6/ 61) .
(3) فيض القدير (3/ 33) .
(4) أخرجه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب النهي عن بناء المساجد على القبور (1/ 377) .