الصفحة 9 من 56

والسلام فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى توحيد الله ونبذ عبادة ما سواه فأصروا واستكبروا استكباراً، ولم يؤمن منهم إلا النزر اليسير.

وما كان عليه حال قوم نوح هي نفس الحال التي ارتكس فيها الناس بعد ذلك من الغلو، ومجاوزة الحد، واتباع الهوى الذي أودى بالناس إلى عبادة غير الله سبحانه وتعالى.

أخطر أسباب الضلال:

وأخطر هذه الأسباب هو الغلو الذي حذر الله منه في غير آية من كتابه.

والغلو هو مجاوزة الحد، وضابطه تعدي ما أمر الله به، بالزيادة فيه وهو الطغيان الذي نهى الله عنه في قوله تعالى: {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} (1) .

وكذا قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُم} (2) ، أي لا تتعدوا ما حد الله لكم.

1 -طه: 81

2 -النساء: 171

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام