الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. (1)
وقد كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين يترسمون تلك الخطى النبوية، ويستلهمون سر وحدتهم من صفاء العقيدة الخالصة التي لم تشبها شائبة، فأصبحوا بذلك سادة الدنيا، وفتح الله لهم أبواب الخير من كل مكان ورفعوا رابة التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها. وكل عاقل يدرك أن هذا النصر المؤزر الذي حققه الله على أيديهم لم يكن وليد الصدفة، ولم يكن بسبب كثرة العدد والعدة، وإنما تحقق ذلك، بسبب اعتمادهم على الله، والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب المشروعة، وبدئهم بالأهم قبل المهم، وانطلاقهم في دعوتهم من تحقيق كلمتي التوحيد (( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) )، لأن ذلك هو الأساس الذي أمروا أن يبدءوا به.
البدء بما بدأ الله به:
قال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} (2) ، وقال
1 -المائدة: 16
2 -النساء: 36