بل قد جعل الله أساس محبته ومحبة رسوله، الجهاد في سبيله. والجهاد يتضمن كمال محبة ما أمر الله به. وكمال بُغض ما نهى الله عنه. ولهذا قال في صفة من يحبهم ويحبونه: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِم} (1) . (ولهذا كانت محبة هذه الأمة لله أكمل من محبة من قبلها وعبوديتهم لله أكمل من عبودية من قبلهم، وأكمل هذه الأمة في ذلك هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومن كان بهم أشبه كان ذلك فيه أكمل) (2)
والصنف الثاني وهم المُفرطون وهم العصاة أو الذين غلطوا في فهم حقيقة العبادة وهم الذين ظنوا أن المحبة تنافي أدب العبودية، ولا تصاحب خشية الله ومخافته التي يجب أن يتصف بها كل عبد لله. كما ظن أن المحبة لا تتحقق من المخلوق للخالق، وإنما المطلوب منه الطاعة والخضوع فقط.
ولذا نجد بعضهم يقول: (( اللهم إني أعبدك لا طمعاً في
1 -المائدة: 54
2 -راجع العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص94)