وقد استمر الأمر على هذا الحال ثم بدأ الانحراف بعد ذلك عن هذه الجادة بسبب الانصراف عن الكتاب والسنة - اللذين يجب أن نأخذ العقيدة منهما - والاشتغال بالفلسفة والمنطق، اللذين لم يستفد منهما المسلمون غير تخريب العقيدة، والقيل، والقال، والجدل الذي لا طائل تحته ولا جدوى من ورائه حتى قال قائلهم:
نهاية إقدام العقول عقال **وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا** وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا**سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا. (1)
الأمر الذي حدى بكثير من الناس إلى تعطيل صفات
1 -راجع الفتوى الحموية الكبرى (ص7) الطبعة السلفية، والأبيات هي من قول الفخر الرازي ذكرها في كتاب سماه أقسام اللذات كما ذكر المعلق على الحموية، وانظر كتاب موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول (1/ 129 - 130) طبعة دار الكتب العلمية - بيروت- لبنان.