الصفحة 15 من 56

عبادة غير الله قلب للفطرة:

ومن هنا يعلم كل ذي فطرة سليمة، وعقل متجرد، أن عبادة الإنسان، لقوي الطبيعة ومظاهرها من فوقه، ومن تحته كالشمس، والقمر، والنجوم، والأنهار، والأبقار، والأشجار، ونحوها قلب للوضع الطبيعي، وانتكاس بالإنسان أي انتكاس!!

والإنسان إذن، بحكم فطرته، ومنطق الكون، إنما هو مربوب لله سبحانه لا لغيره، لعبادته وحده، لا لعبادة بشر، ولا حجر، ولا بقر، ولا شجر، ولا شمس، ولا قمر، وكل عبادة لغير الله إنما هي من تزيين الشيطان عدو الإنسان. ولذا نرى أول نداء يوجهه الله لرسله هو الأمر بعبادته، وبيان أنه لا إله غيره، ولا رب سواه، اقرأ مثلاً قوله تعالى: {اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُه} (1) .

عهد الله:

هذه العبادة لله وحده هي العهد القديم الذي أخذه الله على بني الإنسان، ورسخه في فطرهم البشرية، وغرسه في

1 -هود: 50

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام