الناس إلى دين الله أفواجاً فينعمون بالخير، والأمن، والطمأنينة وفق هدي العقيدة الخالصة الوارفة الظلال، فيتخلصون بذلك من أدران الوثنية، وأوضار الجهل.
وحينئذ تصفو قلوبهم، وتخلص لله وتخلع ربقة الشرك الذي ران عليها سنين طويلة، والذي هو أعظم ذنب عُصي به الله عز وجل، منذ أن انحرف الناس عن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها حتى وقعوا فيما وقعوا فيه من الإفراط والتفريط والغلو والتقصير.
بدء انحراف البشرية عن الفطرة:
فلقد كان الإنسان في أول خلقه على المنهج الرباني الصحيح، عقيدة وسلوكاً، وأخلاقاً، وعبادة، ومعاملة، حقبة من الزمن.
يذكر علماء التاريخ، السير بأنها تقدر بعشرة قرون (1)
1 -انظر تاريخ الرسل والملوك لابن جرير (1/ 178) ، والبداية لابن كثير (1/ 54) ، ثم راجع الآثار الواردة في ذلك في تفسير ابن كثير (1/ 364) ، مطبعة كتاب الشعب عند تفسير قوله تعالى: كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين .... ) الآية.