فهذا جهد متواضع، أُسهم به لبيان المنهج الذي كان عليه السلف الصالح في العقيدة، ومدى مخالفة الناس لذلك المنهج، مما فرق كلمة المسلمين وأضعف وحدتهم.
وجعلت عنوان البحث: (( منهج السلف في العقيدة وأثره في وحدة المسلمين ) )، وقد حملني على ذلك إهمال كثير من الباحثين لهذا الجانب، أعني جانب العقيدة، والذي هو العامل الأول، والركيزة الأساسية التي ينبني عليها كيان المجتمع الإسلامي، وتنضوي تحت لوائها صفوف المسلمين.
منها يستلهمون طريق وحدتهم، وعلى ضوئها يشقون طريقهم إلى أعلى قمم المجد والعلى، وبهداها ومبادئها القيمة يفتحون القلوب قبل أن يفتحوا الأمصار والأقطار، ولقد كثرت المؤلفات والخطب والمحاضرات والمواعظ والندوات التي تنادي بوحدة المسلمين، وجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم بالأساليب المتعددة، وطرح الحلول الكثيرة، لكن هذه الأساليب والحلول، ناقصة وغير تامة نظراً لاهتمامها بالجوانب الفرعية