الصفحة 10 من 56

وأهل الكتاب هنا، هم اليهود والنصارى، فنهاهم عن الغلو في الدين، ونحن كذلك، كما قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (1) ، والغلو كثير في النصارى فإنهم غلوا في عيسى عليه الصلاة والسلام، فتقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلهاً من دون الله، يعبدونه كما يعبدون الله، بل غلوا فيمن زعم أنه دينه من أتباعه، فادعوا لهم العصمة، واتبعوهم في كل ما قالوه سواء كان حقا أو باطلاً، وناقضتهم اليهود في أمر عيسى عليه الصلاة والسلام، فحطوا من منزلته حتى جعلوه ولد بغي. (2)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله: (( ومن تشبه من هذه الأمة باليهود والنصارى، وغلا في الدين بإفراط أو تفريط، وضاهاهم في ذلك، فقد شابههم، كالخوارج المارقين من الإسلام الذين خرجوا في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقاتلهم حين خرجوا على المسلمين - وكان قتالهم

1 -هود: 112

2 -راجع تيسير العزيز الحميد (ص265) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام