يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, رض نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ، وَخُذْ لَهَا الأَمَانَ مِنْ رَبِّكَ، وَارْغَبْ فِي جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ, الَّتِي يَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا, يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّ الْمُلْكَ لَوْ بَقِيَ لِمَنْ كَانَ قَبْلَكَ لَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ، وَكَذَلِكَ لاَ يَبْقَى لَكَ, كَمَا لم يَبْقَى لِغَيْرِكَ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, تَدْرِي مَا جَاءَ فِي تَأْوِيلِ هَذِهِ الآيَةِ عَنْ جَدِّكَ: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا} قَالَ: الصَّغِيرَةُ: التَّبَسُّمُ، وَالْكَبِيَرَةُ: الضَّحِكُ، فَكَيْفَ بِمَا عَمِلَتْهُ الأَيْدِي, وَأَحْصَتْهُ الأَلْسُنُ.