فَسَأَلَهُ فَضَالَةُ: مَا شَأْنُهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي الْبَارِحَةَ أَكَلَتُ الْخِنْزِيرَ، وَشَرِبْتُ الْخَمْرَ، فَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ, أَتَانِي رَجُلاَنِ غَسَلاَ بَطْنِي، وَجَاءَتْنِي امْرَأَتَانِ لاَ تَفْضُلُ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، فَقَالَتَا: أَسْلِمْ، فَأَنَا مُسْلِمٌ, فَمَا كَانَتْ كَلِمَةٌ أَسْرَعُ مِنْ أَنْ رَمَيْنَا بِالزَّبْرِ, فَأَقْبَلَ يَهُودِيٌّ حَتَّى أَصَابَهُ فَدَقَّ عُنُقَهُ، فَقَالَ فَضَالَةُ: اللهُ أَكْبَرُ، عَمِلَ قَلِيلاً، وَأُجِرَ كَثِيرًا، صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فَصَلَّيْنَا ثُمَّ دَفَنَّاهُ. قَالَ الْقَاسِمُ: هَذَا شَيْءٌ أَنَا رَأَيْتُهُ.
قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ: وَقَدْ وَقَعَ مِنْ أَمْثَالِ هَذَا مِنْ عَهْدِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم، وَقَالَ فِي ذَلِكَ مَا قَالَ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, وَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم.