قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ: أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ غَيْرُ قَوِيٍّ, فَإِنْ صَحَّ فَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ قَدْ عَبَدَ الْحَجَرَ, فَحِينَ أَهْوَى إِلَى الرُّكْنِ كَأَنَّهُ هَابَ مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ, فَتَبَرَّأَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سِوَى اللهِ تعالى, وَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهُ حَجَرٌ لاَ يَضُرُّ وَلاَ يَنْفَعُ, يُرِيدُ مَا كَانَ عَلَى هَيْئَتِهِ حَجَرًا, وَأَنَّهُ إِنَّمَا يَقَبِّلُهُ مُتَابَعَةً لِلسُّنَّةِ، وَقَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إنَّهُ يَضُرُّ وَيَنْفَعُ, يُرِيدُ بِهِ إِذَا خَلَقَ اللهُ تَعَالَى فِيهِ حَيَاةً وَأَذِنَ لَهُ فِي الشَّهَادَةِ, وَذَلِكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ بِخَبَرِ الرَّسُولِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم, وَكَانَ عِنْدَهُ فِي ذَلِكَ خَبَرٌ فَأَخْبَرَ بِهِ, فَقَبَّلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.