قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: وَرَوَى نَحْو هَذَا عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم أَنَّهُ قَالَ: الصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَإِنَّمَا سُمَيَّ الصِّيَامُ صَبْرًا لأَنَّ الصَّبْرَ فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ: الْحَبْسُ، وَالصَّائِمُ يَحْبِسُ نَفْسَهُ عَنْ أَشْيَاءَ، جَعَلَ اللهُ تَعَالَى قَوَامَ بَدَنَهِ بِهَا، وَسَمَّى الصَّبْرَ ضِيَاءً؛ لأَنَّ الشَّهَوَاتِ إِذَا أَنْفَخَتْ بِهِ انْجَلَى مِنَ الْقَلْبِ الظَّلاَمُ الْغَاشِي إِيَّاهُ باسْتِيلاَءِ الشَّهَوَاتِ عَلَى النَّفْسِ، فَأبصر مَوَاقِعَ النَّفعِ لَهُ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ تَعَالَى، فَآثَرَها وَابْتَدَرَ إِلَيْهَا، وَمَوَاقِعَ الضَّرَرِ الَّذِي يَلْحَقُهُ مِنْ مَعَاصِي اللهِ, فَاعْتَزَلَهَا وَكَفَّ عَنْهَا، وَقَدْ سَمَّاهُ فِي خَبَرٍ آخَرَ: نِصْفُ الصَّبْرِ.