{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} يَعْنِي اللهَ أَعْبُدُ وَأُوَحِّدُ: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ اللهُ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي, إِيَّايَ يَعْبُدُ, فَهَذِهِ لِي, وَإِيَّايَ يَسْتَعِينُ, فَهَذِهِ لَهُ, وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، بَقِيَّةُ هَذِهِ السُّورَةِ، {اهْدِنَا} أَرْشِدْنَا: {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} يَعْنِي دِينَ الإِسْلاَمِ, لأَنَّ كُلَّ دِينٍ غَيْرَ الإِسْلاَمِ, فَلَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ، أَي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ التَّوْحِيدُ: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} يَعْنِي بِهِ النَّبِيَّيِّنَ, وَالْمُؤْمِنِينَ, الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ بِالإِسْلاَمِ وَالنُّبُوَّةِ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} وَيَقُولُ: أَرْشِدْنَا غَيْرَ دِينِ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ غَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَهُمُ الْيَهُودُ: {وَلاَ الضَّالِّينَ} وَهُمُ النَّصَارَى, أَضَلَّهُمُ اللهُ بَعْدَ الْهُدَى بِمَعْصِيَتِهِمْ, غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ، {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتِ} يَعْنِي الشَّيْطَانَ, أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا فِي الدُّنْيَا الآخِرَةِ, يَعْنِي: شَرٌّ مَنْزِلاً مِنَ النَّارِ، وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ, يَعْنِي أَضَلَّ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ الْمَهْدِيِّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ, قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: فَإِذَا قَالَ الإِمَامُ: {وَلاَ الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ, يُجِبْكُمُ اللهُ, قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: قَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، هَذِهِ نَجَاتُكَ وَنَجَاةُ أُمَّتِكَ, وَمَنِ اتَّبَعَكَ عَلَى دِينِكَ مِنَ النَّارِ.
وَقَوْلُهُ: رَقِيقَانِ, قِيلَ: هَذَا تَصْحِيفٌ وَقَعَ فِي الأَصْلِ، وَإِنَّمَا هُمَا رَفِيقَانِ, وَالرَّفِيقُ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى.