قَالَ: وَرُوِّينَا عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي مَعْنَى هَذَا: هُوَ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِذَلِكَ، وَلكرمه إِيَّاهُمْ عَلَى مَذْهَبِ الْكِبْرِ وَالنَّخْوَةِ، وَقَوْلُهُ: يَمْثُلَ، مَعْنَاهُ: يَقُومُ وَيَنْتَصِبُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ دَلاَلَةٌ عَلَى أَنَّ [قِيَامَ الْمَرْءِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّئِيسِ الْفَاضِلِ، وَالْوَالِي الْعَادِلِ] (1) ، قِيَامَ الْمُتَعَلِّمِ لِلْعَالَمِ مُسْتَحَبٌّ غَيْرُ مَكْرُوهٍ.
قُلْتُ: وَهَذَا الْقِيَامُ يَكُونُ عَلَى وَجْهِ الْبِرِّ وَالإِكْرَامِ كَمَا كَانَ قِيَامُ الأَنْصَارِ لِسَعْدٍ، وَقِيَامُ طَلْحَةَ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَلاَ يَنْبَغِي لِلَّذِي يُقَامُ لَهُ أَنْ يُرِيدَ ذَلِكَ مِنْ صَاحِبِهِ، حَتَّى إِنْ لَمْ يَفْعَلْ حَنِقَ عَلَيْهِ أَوْ شَكَاهُ أَوْ عَاتَبَهُ.
(1) ما بين الحاصرتين سقط من طبعة الرشد.