فهرس الكتاب
الصفحة 11 من 344

وكما بين ذلك العلامة الأصولي المفسر الشنقيطي في مواضع كثيرة من تفسيره: (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) (14/ 34) ، و (16/ 18/53) .

فلا نقدر أن نُحصيَّ نِعَمَ الله علينا، لكثرتها وتنوُّعِها، فما علينا إلا أن نقابل النِّعَم بالشكر الجزيل، قولاً وفعلاً، ولهذا قال سبحانه: (إن الله لغفور رحيم) ، يغفر تقصيرنا في شكر النِّعَم، ويبيِّن هذا ويوضحه أكثر الحقُّ سبحانه وتعالى في (سورة إبراهيم، رقم الآية:36) بقوله: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار) ، فعلينا أن نحذر سلب النعمة، وذلك بالتمادى في الغفلة.

وقد قال سبحانه في السورة نفسها رقم الآية: (9) : (لئن شكرت لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) ، فبيَّن لنا الحق سبحانه في هذه الآية الكريمة أن الشكر يديم النعم ويثبِّتها، وأن كفرانها يُزيلها ويزعزعها، وأن كل النعم التي أسبغها علينا ربُّنا ظاهرها وباطنها، علوِيّها وسُفليّها منه تعالى، كالشمس، والقمر، والنجوم، والسحب، والمياه، والبحار، والأفلاك، والأشجار، والدواب، وغير ذلك من النعم التي خلقها لمصالحنا، ومنافعنا، وملاذنا، وغذائنا، نتمتع وننتفع بجميعها كما أراد لنا الحق سبحانه وتعالى، وهذا معنى قولِه سبحانه وتعالى-في سورة لقمان، رقم الآية: (19) : (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما الارض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) .

وقولِه سبحانه-في سورة البقرة، رقم الآية: (21) : (الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون) .

وقال في السورة نفسها رقم الآية: (28) : (هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعاً) ، وقد استنبط بعض العلماء من هذه الآية قاعدة مهمة، وهي: (الأصل في الأشياء الإباحة، إلا ما كان ضاراً للإنسان، على تفصيل في هذه القاعدة، وخلافٍ مشهور يذكره علماء أصول الفقه في بابه) .

وقد قال سبحانه وتعالى-في (سورة النحل، رقم الآية:18) : (وما بكم من نعمة فمن الله) ، أي: وما بكم من صحة وسقم جسم، ورزق وولد، وبلاء وقحط، وفقر وغنى، فمن الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام