إخواني، وأنا أحضر هذه المادة ماعت نفسي وكدت أصاب بالغثيان لما أراه من تجرؤ البشر على ربهم، {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} [الأعراف: 45] . والله إن هجران شريعة الله بالكلية لأقل وقاحة من العبث بها والتعالي عليها وإخضاعها لأهواء البشر بهذا الشكل. ألا لعنة الله على قلوب تشمئز إذا ذكر الله وحده، وشاهت وجوه ترفع جبهتها رفضًا لشريعته، وذلت نفوس تستعلي على رب العزة.
ثم ماذا أصابكم أيها"الإسلاميون"البرلمانيون؟! أهذه المادة التي تصرون على بقائها وتعتبرونها خطًا أحمر؟! أهذه المادة التي تريدون تفعيلها لا تعديلها؟! أهذه المادة التي تبررون بها قسمكم على احترام الدستور؟! أهذا الدستور الذي يسميه بعضكم دستورا محافظا وجيدا؟! أهذا الدستور الذي لا يحتاج سوى تعديلات طفيفة؟!
هل أسمى أمانيكم أن تعرض أحكام الله على البرلمان حكمًا حكمًا ثم تُلتمس أعذار لهذه الأحكام من القوانين الوضعية، فيستمع البرلماني صاحب البول والغائط لهذا الحكم وهو ساحل في كرسيه واضع رجلاً على رجل يهز قدمه ويتثاءب. ثم يصوت؛ فإن لم يعجبه حكم الله هزَّ حاجبه ورفع يده بالرفض، كصورة دكتاتور يأمر بأخذ سجين للإعدام! وإن وافق فلسان الدستور يقول ليس لأنه حكم الله بل لأنه حكم البرلمان!
والله لو لم يكن من مفسدة لتنازلاتكم إلا تهزيل صورة الشريعة بهذا الشكل لكفى. شريعة الله أيها البرلمانيون لا تطبق من خلال ثغرة في الدستور والقانون الوضعيين، فاربؤوا بها عن هذا المقام الدنيء. ولا والله لا معنى للتشبث بهذه المادة وسط ركام من جعل البشر أربابًا يشرعون من دون الله وتجب لهم الطاعة بنص الدستور.