ينبغي أن تخوض هذا المخاض البرلماني زاعمًا أنك ستحدث انقلابا كبيرا في الأوضاع ثم إذا بك تضفي شرعية على النظام الجاهلي وتنفذ أجندته وتفقد هويتك وتميزك ثم تتعذر بالاستضعاف!
(لا يخفى أن ما سبق جميعًا يمثل حالة من الارتباك وفقدان البوصلة التي أصابت العمل الإسلامي، كانت بدايتها القبول بتقديم تنازلات عن ثوابت منهجية باستدلالات غير منضبطة كما سنرى بإذن الله.
كانت هذه إضاءات سريعة أتمنى من كل من يؤيد الخوض في اللعبة الديمقراطية أن يتأملها، ويستحضر أثناء ذلك قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153] ، وما رواه البخاري عن أبي بكر -رضي الله عنه- أنه قال:"لست تاركًا شيئا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به إلا عملت به. فإني أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ". وأظن أن هذه الحلقة تحتاج أن تعيد سماعها مرة أخرى في ضوء هذه الآية وهذا الأثر.
• في الحلقة القادمة سنتعاون معًا بإذن الله لنحدد الهدف الذي ينبغي أن نسعى من أجله جميعا كعاملين للإسلام.
خلاصة الحلقة: القبول بالتنازل عن الثوابت جرَّ العمل الإسلامي إلى متاهات خسائرها كبيرة مقابل مكاسب موهومة. فعلى الإسلاميين تحديد هدفهم ومعرفة أنه لا يُنال بالتنازلات.
والسلام عليكم ورحمة الله.