فأيها العاملون للإسلام، حددوا هدفكم، أتريدون الدولة لأجل الدولة أم تريدونها لإقامة الشريعة وتحقيق العبودية لله؟ إن كنتم تريدونها لإقامة الشريعة فإياكم أن تتنازلوا عن الهدف من أجل الوسيلة.
أعلم أن كلامي هذا سيثير كثيرا من الاعتراضات. فهناك من سيقول: نحن بدخولنا في العملية السياسية لم نَدَّعِ أننا نريد إقامة الشريعة بل نريد تحسين الوضع ما استطعنا، وقائل سيقول: لماذا اعتبرت المكتسبات موهومة، وليست حقيقية؟ وقائل سيقول: لماذا تقول أننا تنازلنا عن الشريعة، نحن لم نتنازل عنها.
الإجابة عن هذا كله ستأتي بالتفصيل في الحلقات القادمة بإذن الله. لكن حتى ذلك الحين أتمنى من العاملين للإسلام الذين دخلوا العمل السياسي البرلماني وممن يؤيدون مسلكهم هذا أن يجيبوا في أنفسهم عن الأسئلة الستة التالية:
1)ما هو هدفكم تحديدًا من الدخول في هذه العملية؟
2)ما هي التنازلات التي قدمتموها في البداية أو بلغة البعض المفاسد التي قبلتم بها؟
3)ما هي المكتسبات أو المصالح التي من أجلها رضيتم بهذه المفاسد؟
4)هل لا زالت المكتسبات التي رجوتموها في البداية قائمة أم أنها بدأت تتساقط والطموحات تضيق؟
5)إن كان الجواب عن السؤال السابق أن المكتسبات المرجوة تدنت، فهل عدَّلتم في التنازلات بما يتناسب مع حجم المكتسبات الجديدة؟
6)هل تعتبرون أنفسكم كإسلاميين في العمل السياسي حاليًا -في العمل السياسي البرلماني- ممكنين أم مستضعفين؟