فهرس الكتاب
الصفحة 47 من 161

أسقطي هذه الأنظمة لتنالي الحياة والدعم والسلام، وإلا فالجوع والحرمان والذعر، فاشتعلت روح التحدي والتفت هذه الشعوب حول قياداتها التي نظرت إليها على أنها إسلامية، مع التباين في هذه النماذج. المهم أن الشعب أحس أنه يُتحدى في دينه ويُساوم عليه ويُبتز من أجل دينه، هذا مع أن هذه البلدان المذكورة ممزقة بالمجاعات والفقر والحروب الأهلية من قبل، لكن التحدي فجر طاقاتها.

المختصون بإدارة الذات وتحليل أسباب نجاح الشركات يقولون: ضع لنفسك رؤية ملهمة حالمة غير واقعية حتى تشحذ همتك. ولا يتأهل لقيادة الأمة إلا من لديه رؤية كذلك، حالمة في نظر القاصرين، غير واقعية بمقياس البشر، لكنه يوقن أن الإيمان يصنع الأعاجيب، فكيف في هذا الزمان الذي سقط فيه الخوف وارتفعت فيه الهمم وقامت الحجة على المتخاذلين؟!

إذا لم يكن أصحاب المشروع الإسلامي واثقين من قدرة دينهم على تفجير طاقات الشعوب وتحقيق العجائب فهم ليسوا أهلا بعدُ لقيادة هذه الشعوب، ولن تسمح لهم سنة الله بقيادتها. لا بد أن يكون الإسلام عظيمًا في نفوسهم ليكون عظيمًا في نفوس الشعوب التي يقودونها، وإلا فإن فاقد الشيء لا يعطيه.

كانت هذه دروسًا من الرجل الأول في قصة الرجال الثلاثة. الرجل الأول كان صاحب طموح عظيم، يريد أن ينقذ زوجته وأولاده من النار، وأن يقاتل أعداءه، فأعلن ذلك وسعى فيه بوسعه وطاقته. ماذا عن الرجل الثاني؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله.

خلاصة الحلقة: لأي حكم إسلامي يقوم: وضع هدف عظيم سيكون خير وسيلة لاستخراج طاقات الشعوب، وتربيتها، والتخلص من مشاكلها، وفطمها عن عاداتها السلبية، وتوحيدها على هذا الهدف.

والسلام عليكم ورحمة الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام