فهرس الكتاب
الصفحة 23 من 161

الشريعة؟ يُقال له: ولماذا يخالفها؟ من يسأل سؤالا كهذا فهو دلالة إبطان سوء، لأنه يريد مخالفة أحكام الله، فلماذا يخالفها ابتداءً؟!

إخواني، الذين كانوا يبايعون النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام ما كانوا يسألونه (ماذا ستفعل بنا إن خالفنا أوامر الشريعة، بين لنا قبل أن نبايعك) لأنهم يعلمون أن هذا سؤال لا يُسأل، بل هو يدل على عدم الجدية في المبايعة على الإسلام.

ونحن يُراد لنا من مناوئي الشريعة أن نغرق في الردود على الشبهات المثارة عن الشريعة ونلتهي عن طرح ميزتها العظمى، ألا وهي: أنها شريعة الله، خالق الإنسان، والأعلم بما يَصلح له ويُصلحه. هذه هي الميزة التي تجعل قضيتنا هي الوحيدة الرابحة والتي ينبغي أن نركز عليها.

إذًا عند الحديث عن الشريعة كنظام يجب أن تحتكم إليه الشعوب الإسلامية علينا أن ننتبه إلى عدم الانشغال بالدفاع عن جزئيات الشريعة أمام الشبهات. قد تقول: لكن المعارضين للشريعة سيتهموننا حينئذ بأننا نخبئ أجندة سرية. أيها الأحبة، المعارضون للشريعة لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم. إن رفضنا الانشغال بالردود وركزنا على العبودية فسيقولون أجندة سرية، والذي يرد على الشبهات يجادلونه فيها جدالا يضيع قضية العبودية، والذي يعدهم باحترام رغباتهم حال استلام الحكم سيقولون أنه يبطن غدرًا، فيدعي احترام قواعد اللعبة الديمقراطية لكنه سينقلب عليها إذا مُكن. ولن يرضوا عن أحد حتى يتبع ملتهم، فلنلزم الحق لنكسب معية الله -عزَّ وجلَّ-.

خلاصة الحلقة: الشريعة ليست خيارًا يُقارن بالأنظمة الوضعية، وميزتها هي أنها دين الله، خالقنا ورازقنا ومميتنا ومحيينا.

وإلى لقاء في الحلقة القادمة بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام