ثم هنا مسألة مهمة جدًا: نحن إن نادينا بتطبيق الشريعة على اعتبار أنها تحل مشاكل المجتمع وتحقق الرفاه الدنيوي، إذا استجاب الناس لدعوتنا هذه وقبلوا بتطبيق الشريعة على هذا الأساس، هل نكون قد حققنا المقصود حقيقة؟ أبدا!، فالمقصود من تطبيق الشريعة هو العبودية لله تعالى. فإن اختارتها الشعوب لميزاتها الدنيوية فإنها لا تحقق معنى العبودية. ثم إن اختيار تطبيق الشريعة بصدق في بلد ما يُتوقع أن يعقبه فترة من التضحيات أمام أعدائها في العالم، وهي فترة كفيلة بأن تجعل من اختار الشريعة للدنيا ينكص على عقبيه.
إخواني هذا دين الله -عزَّ وجلَّ-! أجلُّ من أن يعرض على الرف مع غيره ويُعدَّل فيه ليوافق أهواء الزبائن!
في هذه السلسلة سأبين -بإذن الله تعالى- أنه ليس هناك شيء من الشريعة نستحيي منه. بل والله كل جانب منها بحد ذاته مفخرة نرفع بها رؤوسنا. وبإذن الله سأبين جمال نظام العقوبات الإسلامي ورحمته! نظام العقوبات؟! نعم نظام العقوبات. لكن علينا أن نعلم أن هذا كله ليس ما نُقنع به الشعوب. لا يجوز أن نعرض هذه المفاضلة على أنها ميزتنا التسويقية لتسويق الشريعة، نقارن شريعة الله بحثالات أفكار واضعي القوانين الوضعية الوضيعة؟!
ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
إنما ميزة الشريعة أنها دين الله، {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [الأنعام: 114] . طيب إذا سألك المماحك حول نظام العقوبات مثلا: ماذا تفعلون بمن يخالف