إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
الإخوة المكرمون في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ها نحن مع المحاضرة السادسة من محاضرات الولاء والبراء، واليوم إن شاء الله سنستكمل موضوع الصحابي حاطب ابن أبي بلتعة -رضي الله عنه-. وأحب أن أذكركم أن هناك بعض الشبهات ذكرتها، ولكن أريد اليوم أن أفصل في هذه المسائل المستقاة من حديث الصحابي حاطب بن أبي بلتعة.
أولًا: سأقول لكم ثمان مسائل سنتكلم فيها سريعًا اليوم؛ وهي: هل قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين عن أهل بدر: (ما يدرك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة) ، هل هو المانع من كفر حاطب؟ لأن البعض يقول: إن هذا هو المانع لأن الرسول قال ذلك. وكثير من الناس -للأسف الشديد- يعتقدون أن شهوده بدر هو المانع من وصف فعله بالكفر.
ثانيًا: تعليل البعض عدم كفر فعل حاطب بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (قد صدقكم) ، فهل هذه العبارة تفيد أن المانع من كفر حاطب هو أنه فعل ذلك موالاة ظاهرة لغرض دنيوي؟ والغرض الدنيوي طالما انتفت موالاته القلبية فإذًا فهذا ليس بكفر، فإذًا أي واحد يوالي الكفار موالاة ظاهرة لغرض دنيوي مع انتفاء موالاته القلبية للكفار إذًا فهذا معناه أنه ليس بكافر. وهذا هو التعليل بعدم كفر حاطب مثلًا. هذا الذي يقوله الذين يعللون عدم الكفر المطلق لحاطب في فعله هذا.