الصفحة 116 من 200

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، نثني عليه الخير كله، نشكره ولا نكفره، ونخلع ونترك من يفجره، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

الإخوة المكرمون، ها نحن مع المحاضرة السابعة من محاضرات الولاء والبراء. واليوم بإذن الله تعالى سنتكلم عن قضايا متعلقة بموضوع الولاء والبراء. وهي أيضًا فرع من موضوع قصة الصحابي حاطب ابن أبي بلتعة -رضي الله عنه- سنتكلم عن موضوع حكم الجاسوس، وهناك قضية متعلقة بالجاسوس أيضًا وهي مسألة الإكراه. وسنتكلم عن هذا الموضوع إن شاء الله، ثم إن كان هناك بقية من الوقت سنتكلم عن الفرق بين الإكراه والتقية، لأن هناك لبسًا في هذه القضية.

أولًا: سنتكلم عن: حكم الجاسوس المسلم -يسمونه هكذا في الشريعة، والفقهاء قديمًا يقولون عنه حكم الجاسوس المسلم- لأن هناك الجاسوس الذمي، والجاسوس الحربي، أنا لن أتكلم في هؤلاء الجواسيس الآخرين، نحن نتكلم عن حكم الجاسوس المسلم، لأن له علاقة بالولاء والبراء، ولها علاقة بمظاهرة المشركين.

طبعًا موضوع الجاسوس هذا يحتاج إلى عدة محاضرات وليس محاضرة واحدة، ولكن بقدر الاستطاعة سأحاول أن أوجز بدون خلل في فهم الموضوع حتى نستوعب المسألة بسهولة ويسر -إن شاء الله-، ونلخص آراء الفقهاء في هذه القضية أي ما يسمى التجسس في الإسلام أو حكم الجاسوس المسلم.

باختصار التجسس هذا أو الجاسوسية، العلماء اختلفوا في حكم هذا الجاسوس وقتل هذا الجاسوس، فالأئمة الثلاثة -يعني بالمجمل، لأن هناك تفاصيلًا في كل مذهب- الأئمة الثلاثة: الإمام الشافعي وأحمد وأبو حنيفة، مذهبهم عدم جواز قتل الجاسوس. أما المالكية فإنه يجوز عندهم قتله وإن كان من المسلمين ولا يُستتاب ولا دية له عندهم -هذا على وجه الإجمال، لأن هناك تفصيلات وتفريعات حتى في المذهب المالكي نفسه-.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام