الصفحة 5 من 200

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، نُثني عليه الخير كله، نشكره ولا نكفره، ونخلع ونترك من يفجره. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

الإخوة الطلاب، الأخوات المكرمات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذه هي المحاضرة الأولى من الدورة الشرعية، وأصل عنوان هذه المحاضرة:"الولاء والبراء وعلاقته بالإيمان"، وإن شاء الله ستكون هذه هي المحاضرة الأولى، والتي ستكون عبارةً عن مقدمةٍ وعرض منهج البحث في هذه الدورة، وبفضل الله -سبحانه وتعالى- سنبدأ هذه الدورة بهذه التقدمة، في هذه المحاضرة الأولى. التقدمة عبارة عن: لماذا اخترنا الولاء والبراء؟ وما علاقة الولاء والبراء بواقعنا المعاصر؟ وأهمية الولاء والبراء أو الموالاة والمعاداة.

أولاً: الولاء والبراء بالمفهوم البسيط والمبسط يعني الحب والبغض، الموالاة والمعاداة في الله، ولكن -إن شاء الله- سنتناول التعريف بالتفصيل فيما بعد، ولكن هذه هي أبسط شيء، الحب في الله والبغض في الله؛ فالولاء والبراء أو الموالاة والمعاداة بمثابة العمود الفقري لعقيدة الإسلام، فكما أن الكبد وهو عضوٌ كبيرٌ في جسم الإنسان، وكما يقول أهل الاختصاص: له أكثر من خمسمائة وظيفة، فكذلك الولاء والبراء له وظائف متعددة وكثيرة، ويدخل في كافة المناحي الحياتية للمسلم من منطلق قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] ، فإذا كانت حياتك يا مسلم لرب العالمين، فإن عبادتك وحركاتك وسكناتك وتشريعاتك لزامٌ عليك أن تكون لرب العالمين، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] .

إذًا الولاء والبراء أو الموالاة والمعاداة له أيضًا علاقةٌ لصيقةٌ لا تنفكُّ عن الإيمان، لذلك فمنهجنا في هذه الدورة -إن شاء الله- أن يستمع الطلبة إلى دورة مسائل الإيمان وهي عبارةٌ عن إحدى عشرة محاضرة منشورة على موقع المقريزي وعلى اليوتيوب، وتستطيعون تنزيلها بسهولة، لأن الامتحان -بإذن الله- سيكون في هذين الموضعين: الولاء والبراء أو الموالاة والمعاداة ومسائل الإيمان، نظرًا للآثار المترتبة على إجراء بعض الأحكام وتنزيلها على واقع

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام