الصفحة 154 من 200

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره، نثني عليه الخير كله، نشكره ولا نكفره، ونخلع ونترك من يفجره، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

الإخوة المكرمون والطلبة الطيبون، حياكم الله وبياكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ها نحن مع الدرس التاسع من دروس الولاء والبراء، وإن شاء الله سيكون هذا الدرس قبل الأخير، فسنتممها بعشر إن شاء الله. والدرس القادم سيكون آخر درس.

ودرسنا اليوم حول نقطتين: النقطة الأولى: سنتكلم عن الفرق بين المداراة والمداهنة، والنقطة الثانية: سنتكلم عن التجنس وعن حكم التجنس بجنسية دولة كافر. فأرجو الانتباه والتركيز لأن مسألة التجنس من مسائل النوازل وهي خطيرة جدًا، فإن شاء الله سنحاول أن نفكك المسألة ونشرحها بشيء من التبسيط غير المخل.

أما موضوع المداراة والمداهنة، فالبعض من الناس كان يخلط بين المداراة والمداهنة، ويظن أنهما واحد.

المداراة في اللغة العربية كما قال في (القاموس المحيط) وفي غيره من قواميس اللغة:"دَرَأَه أي جعله دَرْءًا ودَرَأه أي دفعه، وتَدَارأوا أي تدافعوا في الخصومة، وتَدرّؤوا أي استتروا عن الشيء". ولذلك يقول الحافظ بن حجر -رحمه الله-:"المداراة بغير همز بمعنى المجاملة والملاينة، أما بالهمز فمعناه المدافعة". وقال ابن بطال في (شرحه لصحيح البخاري) :"المدارة هي الرفق بالجاهل في التعلم، وبالفاسق في النهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو، فيه والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك". معنى ذلك أن المداراة تدور في حول الملاينة والملاطفة مع الذي تدعوه للوصول إلى مقصد شرعي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام