الصفحة 43 من 200

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

الإخوة الأفاضل في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذه هي المحاضرة الثالثة من محاضرات الولاء والبراء أو الموالاة والمعاداة، وكنا قد تكلمنا في المحاضرتين السابقتين، في المحاضرة الأولى تكلمت معكم عن المنهج الذي نخطه ونسير عليه في هذه المحاضرات، وتكلمنا عن أهمية الموالاة والمعاداة كمفهوم عقدي، وتكلمنا أيضًا عن منزلة الموالاة والمعاداة في العقيدة، وأيضًا تكلمنا عن عينة من الكتب والمراجع الشرعية المهمة والكتب التي أُلفت في هذا الموضوع.

وأيضًا تكلمنا في المحاضرة الثانية عن الولاء والبراء كتعريف لغوي واصطلاحي، وتكلمنا عن تعريف الولاء في اللغة العربية وفي الشريعة الإسلامية وعند الفقهاء، ثم شرعنا بعد ذلك في الأدلة، وسقنا بعض الأدلة من القرآن الكريم، واليوم سنستكمل هذه الأدلة، لأني قلت لكم من قبل إن هناك أكثر من عشرين آية، والبعض يوصلها إلى أكثر من ثلاثين آية تتكلم عن مفهوم الموالاة والمعاداة في القرآن الكريم.

وقلنا إن هذه العقيدة أو هذا المفهوم"مبدأ الموالاة والمعاداة"أو"الولاء والبراء"من أوضح الأدلة ومن أوضح الموضوعات في الشريعة الإسلامية وخاصة في القرآن الكريم والسنة النبوية. ورغم هذا الوضوح إلا أننا فوجئنا في هذا الواقع المعاصر الذي نعيشه أن هذه القضية رغم وضوحها فإنها من أكثر القضايا تمييعًا، ومن أكثر العقائد تمييعًا لدى كثير من العلماء المعاصرين.

سنستكمل ما قلناه، لكن أحب أن أوضح حتى ننشط الذاكرة وننعش ذاكرة إخواننا، ننبهم إلى ما قلناه في المعنى اللغوي لكلمة مولى أو كلمة ولي، وقلنا إن كلمة ولي اسم يقع على جماعة كثيرة، فهو اسم جامع لأسماء

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام