كثيرة؛ فهو يعني الرب، ويعني السيد، يعني المالك، يعني المنعم، يعني المعتق، ويعني الناصر، ويعني المحب، والتابع، والجار، هذا الكلام قاله ابن الأثير في (النهاية) . ويعني أيضًا ابن العم، والحليف، والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتِق والمعتَق، أو المنعِم والمنعَم عليه، كل هذه جاءت ولها قرائن في الحديث النبوي، ولها قرائن أيضًا عند العرب في شعرهم وفي لغتهم وفي كلامهم.
لذلك هناك ارتباط بين التعريف اللغوي والتعريف الشرعي؛ ولذلك الموالاة تُطلق كما قلنا من خلال هذا التجميع اللغوي لهذا المعنى المتعدد تُطلق على المناصرة والموافقة والمتابعة والطاعة والمودة والمحبة والقرب، كل هذه الخصائص تُسمى موالاة. لكن هذا من الناحية العامة اللغوية، لكن من الناحية الشرعية ما معنى الموالاة الواجبة شرعًا؟
هي صرف المسلم، الإنسان المؤمن، المصدق بهذا الدين، المصدق بهذا الرسول المبلغ عن ربه، أن يصرف هذه الخصال -المعاني هذه كلها لكلمة ولي- يصرفها لله ولرسوله وللمؤمنين؛ أي يكون حبه لله، مناصرته لله، قربه لله، مودته لله، ولرسوله طبعًا كما قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [سورة المائدة الآية 56] . هذه هي الموالاة الواجبة شرعًا.
أما الموالاة المحرمة شرعًا هي أن يصرف المسلم هذه الخصائص -معاني الولاء- إلى الكافرين، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} كما ذكرناها من قبل في آية سورة الممتَحَنة أو الممتحِنة فإن الله تعالى قد أوجب على المؤمنين أن يعادوا الكفار، ويبغضونهم، ويقاتلونهم ما استطاعوا كما قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الآية رقم 4 في سورة الممتحنة] .
إذًا الموالاة المحرمة شرعًا أن يصرف المسلم هذه المعاني من معاني الموالاة، فيحب الكافرين، يودهم، يتقرب منهم، يكون بطانة لهم، يكون قريبًا منهم، كل هذه المعاني التي تكلمنا عنها في الموالاة الواجبة شرعًا أن يصرفها لهؤلاء