الصفحة 45 من 200

الكافرين والمنافقين بدلًا من أن يصرفها لله، ولذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [سورة التوبة] .

فهذا هو المدخل الذي سنبدأ به الآيات -إن شاء الله-. ولذلك نقول من يقوم بخلاف هذه الموالاة بالمعنى اللغوي والمعنى الشرعي أن يصرف هذا الحب وهذا القرب وهذه المودة وهذا الود وهذه المناصرة وهذه الموالاة وهذه المتابعة -لأن كل هذه من معاني الولي- فمن قام بخلاف هذا فاتبع الكافرين أو أحبهم أو أطاعهم أو نصرهم فقد تولّاهم، ومن تولاهم فقد كفر لقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} ، ويتأكد كفره إذا أطاع الكافرين أو نصرهم فيما يضر الإسلام والمسلمين.

وهذا سنتكلم فيه طبعًا كما قلت لكم إن شاء الله عندما سنتكلم عن المناط المكفر في موضوع الولاء والبراء أو الموالاة والمعاداة، وسنتكلم عن ذلك بالتفصيل وعن خلاف الناس في هذا، لأن هناك عدة مناطات وليس مناطًا واحدًا كما يظن البعض. وسنتكلم عن شبه المعاصرين في هذا الموضوع، وخاصة أنا قلت لكم سأستعرض الموضوع في قصة الصحابي حاطب بن أبي بلتعة، وخاصة عندما سنتكلم عن حكم الجاسوس في الإسلام والتجسس وهذه القضايا الشائكة التي سنتكلم عنها فيما بعد.

لكن أحيانًا ونحن نسرد الأدلة نضطر إلى أن نتعرض خطوةً خطوة، ونمسها مسًا خفيفًا حتى نستطيع أن ندخل في أصل الموضوع، لأن الأفكار تُبنى بعضها على بعض، ولذلك فإن هذا سيكون جيدًا عندما نصل إلى النقطة الأساسية الشائكة التي هي"مظاهرة الكفار"والحكم والخلاف الكبير.

وهذا سبب تمييع وتضييع هذه المسألة؛ لأنها تتعلق بأحكام الكفر والإيمان، قلت لكم قضية الولاء والبراء قضية ليست ترفيهية ولا تثقيفية ولا مسائل هكذا نوع من تحصيل المعلومات وانتهى الأمر! لا، هذه مسائل يتوقف عليها كفر وإيمان، جنة ونار، يتوقف عليها موالاة ومعاداة، يتوقف عليها مستويات معينة في الموالاة، ومستويات معينة في المعاداة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام