الصفحة 180 من 200

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره، نثني عليه الخير كله، نشكره ولا نكفره، ونخلع ونترك من يفجره، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

الإخوة الطلاب المكرمون، بارك الله فيكم. ها نحن مع الدرس العاشر والأخير من دروس الولاء والبراء.

وستكون خطتنا في هذه المحاضرة أننا سنتكلم عن المفاسد المترتبة على موالاة الأعداء، كأنها ثمرة من ثمرات الموالاة للأعداء، وسندندن بإطلالة تاريخية -إن شاء الله- عن تآكل هذا الولاء والبراء العقدي عبر التاريخ، وكيف انهارت دولة الإسلام إلى أن وصلنا إلى هذه الحالة المزرية في عصرنا الحاضر.

وسنتكلم عن المفاسد التي ذكرها العلماء وجمعوها، البعض أوصل هذه المفاسد إلى أكثر من خمسين مفسدة والبعض إلى عشرين مفسدة، كل واحد يجتهد. هي مفاسد كثيرة جدًا في حياة المسلم نتيجة هذه الموالاة لأعداء الله.

الإمام الكتاني ذكر هذه المفاسد في كتابه (الدواهي المدهية) وسنحاول أن نختار بعض هذه المفاسد التي تكلم عنها العلماء، وأثر هذه المفاسد المترتبة على موالاة الأعداء.

-أول هذه المفاسد: ظهور شعائر الكفر.

قالوا:"من أول هذه المفاسد: ظهور شعائر الكفر؛ لأن غرض الشارع أن تكون كلمة الإسلام وشهادة الحق قائمة على ظهورها عالية على غيرها منزهة عن الازدراء بها وعن ظهور شعائر الكفر عليها، وموالاتهم تقتضي ولا بد أن تكون بعكس ذلك، فهذه أعظم شعيرة من شعائر الإسلام انهدمت بهذه الموالاة فكيف يتوقف متشرع أو يشك متورع في تحريمها، بل إنها قريبة من الكفر أو هي هو، أو هي له شريكة". كما يقول الكتاني -رحمه الله-.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام