الصفحة 59 من 200

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

الإخوة المكرمون في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ها نحن مع الدرس الرابع من دروس الولاء والبراء أو الموالاة والمعاداة، وإن شاء الله نستكمل اليوم الأدلة الشرعية على مفهوم الموالاة والمعاداة أو الولاء والبراء، وقبل أن أستكمل الأدلة الشرعية أود أن أذكركم بأننا في الحلقات الماضية قمنا بتعريف الولاء والبراء أو الموالاة والمعاداة من الناحية اللغوية ومن الناحية الشرعية أيضًا (الاصطلاح) وخلصنا إلى أن معاني الموالاة كلها تدور تقريبًا على المناصرة والموافقة والمتابعة والطاعة والمودة والمحبة وأن كل هذه المعاني هي معناها الموالاة.

وأيضًا قلنا الموالاة الواجبة شرعًا هي صرف المسلم هذه المعاني لله -سبحانه وتعالى-، والموالاة المحرمة شرعًا هي صرف هذه المعاني للكفار وللمشركين ولغير الله، فالمودة والمناصرة والموافقة والمتابعة والطاعة والمودة والمحبة كل هذه لله، وتكلمنا عن هذا الموضوع بالتفصيل. وأيضًا استعرضنا بعد ذلك الأدلة الشرعية من القرآن الكريم، ولا زلنا نستعرض الأدلة الشرعية من القرآن الكريم، ولذلك فأنا أريد أن أشدد أيضًا على أننا سنتكلم في الموضوعات التي طرحناها؛ سنتكلم عن مناط التكفير في الموالاة والمعاداة، وهذه المشكلة التي دائمًا يطرحها البعض سنخوض ونتكلم ونلج هذه المسألة -إن شاء الله- ونتكلم فيها بالتفصيل ونحررها بالتفصيل -إن شاء الله-.

وسنتكلم -كما قلنا لكم في المحاضرة الأولى للذين لم يستمعوا إلينا من قبل- سنتكلم عن حكم الجاسوس في الإسلام، وقصة الصحابي حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه-، وسنتكلم أيضًا عن مسألة التجنس والجنسية، وبعض المسائل الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع؛ كالإكراه وعلاقة ذلك بالولاء والبراء، وسنتكلم عن التقية، ونتكلم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام