إذًا أي إنسان يوالي مشركًا في الظاهر فهذا مناط مكفر في حد ذاته. الذي يقاتل معهم وينصرهم هذا مناط آخر لأنه يقاتل. ما الأدلة على ذلك؟ المناط الأول أنك توالي الكفار، والله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة: 51] . فالذي يقاتل مع الكفار مناط آخر في حد ذاته؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- يقول: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} ، ويقول: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} . إذًا هذا مناط مكفر لوحده. أنت تذهب لتوالي الذين يعادون الله ورسوله فهذا في حده مناط آخر مكفر لهؤلاء الذين يعادون الله ورسوله {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} ؛ إذًا أنت لما توالي الذين يعادون الله ورسوله إذًا فأنت عدو لله ورسوله، وهذا مناط مكفر في حد ذاته.
إذًا قد يجتمع في الشخص الواحد عدة مناطات، يعني مناط الموالاة الظاهرة والمناصرة باللسان والقول هذا مناط مكفر، فلو شاركهم وغزا معهم أو قاتل معهم فهذه مسألة أخرى أيضًا هذا مناط مكفر آخر، لو أنه أعلن أنه يعاديهم هذا مناط أيضًا. ولا يشترط أن تجتمع كل هذه المناطات وإن كانت في الغالب مجتمعة مع الذين يفعلون ذلك.
أنا أخشى الإطالة أكثر من هذا، وهناك أشياء كثيرة نريد أن نكملها لكن نرجئها إلى الدرس القادم إن شاء الله.
بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعيننا وإياكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.