الصفحة 96 من 200

ثانيًا: أن حاطبًا أتى كفرًا وليس معصية كما يزعم البعض، لكن حاطبًا لم يكفر لقيام مانع من التكفير في حقه وهو التأول حتى وإن أخطأ فيه، وليس المانع هو شهود بدر، لأن بعض الناس يظن ذلك، لا، المانع هو التأويل. وأن المانع من تكفيره -وسنتكلم فيه فيما بعد- لم يمنع من استحقاقه العقاب تعزيرًا، يعني ممكن كان يعاقب تعزيرًا فيما بعد، لكن بعد ذلك سنقول ما المبرر ولماذا لم يعاقبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إن كان القول كما تقولون.

إذًا هناك مانع من تكفيره وهو التأول وإن أخطأ فيه، كما حدث مع الصحابي قدامة بن مظعون الذي شرب الخمر، ولكن شربها متأولًا بآية المائدة وسنتكلم عنها فيما بعد إن شاء الله. وهناك مانع أيضًا من تعزيره وهو شهود بدرًا. يعني مانع التعزير هو شهود بدر، ولكن كيف حدث ذلك؟

هذا الذي سأحاول أن أجيب عنه في المحاضرة القادمة، لأن هناك بعض الفروع ومسائل أخرى إن شاء الله. بارك الله فيكم، وأكتفي بهذا القدر.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وبارك الله فيكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام