فيها رضى قلبي ولا أن هناك مناط آخر غير هذا المناط -أي مناط الموالاة الظاهرة في حد ذاتها هذه-. فهذا الشرط فاسدٌ.
لأن هذا الشرط دائمًا يتشدقون به، يقولون: (لا تكفير بالموالاة الظاهرة إلا أن تقارنها موالاة قلبية) هذا تجدونه في فضائيات السلفيين! وكلما كانت السلفية إرجائية -وبعضهم من غلاة الإرجاء- يشترطون مثل هذه الشروط ويتشدقون بها ويستدلون بحادث حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه-، أنه لا تكفير بالموالاة الظاهرة إلا أن تقارنها موالاة قلبية.
القول الذي يشترط هذا يُعتبر قول غلاة المرجئة، وهذا شرط باطل ما أنزل الله به من سلطان.
أهل السنة يقولون من قال أو فعل ما هو كفر؛ كفر، ظاهرًا وباطنًا بقوله أو بفعله. وهذا كلام ابن تيمية ذكره في (الصارم المسلول) عندما قال:"من قال أو فعل ما هو كفر؛ كفر ظاهرًا وباطنًا بقوله أو بفعله". أما أن أجلس أسأل فيه هل كان قلبك يحب أو لا يحب؟! كل هذه اشتراطات ما أنزل الله بها من سلطان.
أخشى أن أكون قد أطلت عليكم، فالخلاصة التي أريد أن تثبت في أذهانكم أن ما فعله حاطب من الموالاة الظاهرة كفر، فعله كفر. وهذا تكفير المطلق، منزّل على سبب مجرد، ولكن العذر الذي منع من تكفيره هو التأويل. هو أخطأ في التأويل طبعًا، لذلك عاتبه الله -سبحانه وتعالى- بآية سورة الممتحنة -وسنتكلم فيها فيما بعد إن شاء الله-. وأن المتأول بعد ذلك المخطئ لا نقول عليه كافر. فحاطب لم يكفر، هو عنده مانع من موانع التكفير.
إذًا حاطب -رضي الله عنه- والى الكفار وظاهرهم على المسلمين نعم، نزلت فيه آية الممتحنة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} نعم، إن موالاة الكفار كفر دون اشتراط أن تقارنها موالاة قلبية كما يدعي البعض لأن الله يقول: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} رغم أنهم قالوا: {نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} .